Friday, June 13, 2008

تسارعت عقارب الساعة نحو السابعة صباحا ,وكعادتنا كل صباح توكلنا على الله وتوجهنا للمدرسة ممتطين جواد التكنولوجيا المعاصر .

عبر الشارع ,بملابسة المدرسية الغير مرتبة, قميص أبيض فوق البنطرون الرمادي ونعال في الرجل . بلا شك أنت تيقن انه يضع هذا الزى الرسمي كل صباح ويكره كل دقيقة وهو مرتدية, فهو كلباس سجن رسمي يعد الدقائق حتى يصل للبيت ليرميه بعيدا في احد أطراف الغرفة أو ربما عند باب البيت.

بيده اشتعلت سيجارة وهى في نصف عمرها القصير. سألتني ليلي ابنتي, ألا يعرف أبو هذا الطالب انه يدخن؟ كيف يسمحون له بذلك؟
بدل أن أجيبها زدت في حيرتها وسألتها أنا سؤال .
هذا يدخن السيجارة , ماذا عن الأبناء الذين يتعاطون المخدرات؟ ألا ينظر الوالدين إلى تصرفاته؟ بل ألا يلاحظون عينية و يرونها حمراء دائما تائهة في الأفق؟ ألا يراقبون تصرفات أبنائهم؟
ماذا عن أطفال في مقتبل العمر يتخطرفون في الشوارع في ساعات الظهيرة أو في أخر ساعات الفجر؟
لم أكثر عليها في الأسئلة وهي التي كانت تبحث عن جواب. وأعطيتها الجواب الذي أنا اعرفه .

يا ابنتي أن هذا التلميذ وغيرة من الذين يقصرون أعمارهم بالتدخين لا يحضنه أباه أو أمة, لا يقبلونه كل يوم ويأخذونه على صدرهما و يقولون له: كيف أصبحت يا نور عيني , كيف أمسيت يا فلذة كبدي .لأنهم لو فعلوا ذلك لاشتموا رائحة السجائر على أنفاسه وملابسة. أو يلاحظون اصفرار إطراف أناملهم فالسيجارة تترك أثر اصفر على أطراف الأصابع .

ولا يعرف الأب من هم أصحاب أبناءة ,لا يعرف متى يخرج أو متى يعود للمنزل .
وأخبرتها عن صديقي في الثانوية العامة عايض الشاب الذي جلس خلفي في مقاعد الامتحانات النهائية بثانوية سالم المبارك . وافتقدناه جميعا في ثاني أيام امتحانات الثانوية العامة.
كنا شباب مراهقين يقص الواحد منا على أصحابة أحلامه فيما ما سوف يفعل بعد التخرج من الثانوية .

أما أحلام عايض فقد تحطمت على مؤخرة شاحنة ,وحطمت معها جسده النحيل إلى أشلاء وهو يقود السيارة وعمرة 17 ربيعا .


أيا ربيعي السابع عشر
مالك لا تريد أن تمر
ربيعك يا ولدى محتوم بالقدر
و فصل أخر للأسف عليك لن يمر

فموعدك مع الملاك قد حان
ولم تقف يوما لترى نتيجة الامتحان
واحلامك لم يعد لها حسبان
فأنت يا نور عيني لإهمال الأهل سوف تكون قربان