Monday, March 24, 2008






شمس، ابنة الثالثة عشرة ربيعا، هولندية الجنسية، مسلمة الديانة، عراقية الأصل. طغى الزمن على والديها، بل إن الزمن والله بريء من هذا الطغيان. و تعيش الآن معهم في هولندا. لم تر في حياتها غروبا من على شواطئ دجلة أو الفرات.

قصتها مشابهة لقصص مئات الآلاف من المشردين العرب الذين شردتهم شعارات "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة"، ونسوا أن يضيفوا "فوق صوت السلطة".

والدها أقسم عند تخرجه على قسم سقراط، قسم الطبيب المعالج. وبدلا من إنقاذ الحياة وشفاء الجروح أُمر أن يبتر أيادي المعارضين ويجدع آذان المتجرئين على النظام.

لم يتحمل ولم يقبل. فحمل قدره بين يديه هو وزوجته، وبدأ رحلة المعاناة التي يمكن أن نفرد لها كتابا خاصا نتبع رحلته فيها من قارب إلى قارب ومن دولة إلى دولة ومن مراكز اعتقال واستجوابات حتى حط الرحال في هولندا. وبدأ رحلة الكفاح بتعلم لغة الخاء، التي لم يعرف منها حرفا واحدا. ثم درس متطلبات الطب الهولندي حتى حصل على ترخيصه الخاص لممارسة الطب. وهو الآن يعالج و يشفي ولا يقطع أي جزء من البشر إلا لإنقاذ حياة حبيب ينتظره أحباؤه في غرف الانتظار.

شمس كبرى بناته تذهب إلى المدرسة يوميا على دراجة هوائية. ركبنا معها في أحد الأيام من المدينة الهولندية القريبة من الحدود الألمانية في السيارة. في شوارعهم توجد حارات خاصة للباصات فقط. كانت حركة السير بطيئة، فاقترحتُ أن أسلك حارة الباص التي كانت خالية. هنا اعترضت شمس بقوة وقالت إن هذا مخالف للقانون وغير مسموح به حتى ولو كانت الحارة غير مستخدمة من الباص.

وبعد دقائق، كنا على شارع داخلي وأمامنا رجل وامرأة على دراجات هوائية، سرعتهم كانت بطيئة ويبدو أن شمس قد قرأت أفكاري، فحذرتني من أن أتجاوز الدراجتين الهوائيتين، فلهم أولوية استخدام الشارع وعلينا أن نقود الهوينا حتى نصل إلى وجهتنا أو يغيرون هم اتجاههم.

وها قد وصلنا إلى الخطوط البيضاء المدهونة على الشارع لمرور المشاة. و تبرعت شمس بمعلومة: إن علينا الانتظار لعبور المشاة وأن لهم هم أحقية العبور، وعلى السيارة أن تتوقف فورا للسماح لعبور المشاة.

هنا السؤال:
لماذا شمس تعرف وتحترم القوانين وتطبقها؟ ونحن في الدول الإسلامية نعرف القوانين ولا نطبقها؟ وأطفالنا جبلوا على التفنن في اختراق القوانين؟ إذا كانوا يعرفونها أصلا.

شمس المسلمة. تعرف كل القوانين وتحترمها. وحتى والدها الدكتور محمد قص علي كيف سافر إلى دبي، وكان يوما يقود السيارة هناك، ووقف لباص كان يخرج من موقفه إلى الشارع كما تنص عليه قوانين هولندا والإمارات وقوانين العقل. ففوجئ بسيل من أبواق السيارات وبحركات من الأيدي الغاضبة الملوحة في الهواء من السيارات التي خلفه، تستهجنه الوقوف والسماح للباص بالمرور أولا. .

Sunday, March 9, 2008

لكي نعرف لماذا نحن فما نحن فيه من تأخر و تناحر, يجب أن نعرف السبب. لماذا هذا الوضع و نحن لدينا كل المقومات التي تؤدى للتقدم و النهوض؟ رغم أن لدينا مقوم أخر مهم لا يتوافر للدول المتقدمة وهو الدين الإسلامي الحنيف. مع أن ما شاء الله المساجد تغض بالمصلين

اروي لكم تلك الرواية و في أخرها سؤال أرجو الإجابة علية بصدق.
في أول زيارة لي لألمانيا ركبنا المترو و كنا مترددين حيث إننا لم نعرف قيمة التذكرة فجمعنا ما لدينا من خردة تحسبا لأي مبلغ .

صعدنا المترو و بحثنا عن الشخص المسئول عن التذاكر فلم نجدة فأخذنا كراسينا وجلسنا وخلال المحطات رأينا الناس وهي تنزل وتصعد بدون دفع أي مبلغ . ووصلنا إلى وجهتنا ونزلنا ولم ندفع قيمة التذكرة.

وبعد التحري والسؤال وجدنا انه لا أحد يحاسب على ركوب المترو أو الباص أو القطار داخلهم بل أنك تذهب لآلة التذاكر وتحدد وجهتك و تقوم الآلة بإعطائك التذكرة المطلوبة وتدفع الثمن, وكلما زادت المسافة زاد السعر .كذلك بالنسبة للعديد من مواقف السيارات وخصوصا في المدن الصغيرة لا يوجد بوابات أو كاشير .أنت تحسب المدة التي أمضتها سيارتك في الموقف ثم تدفع المبلغ المستحق للآلة و الألمانيين الذين لا يدينون بالدين الإسلامي ومعظمهم لا يمارس المسيحية والانحلال الخلقي لديهم أعلى درجاته مع ذلك لديهم الأمانة والحس الوطني للدفع رغم أن الرقابة شبة منعدمة عليهم .

السؤال لو أن هذه الطريقة متبعة ,لا نقول في دولة إسلامية أخرى قد يكونوا أكثر تديناً منا بل في الكويت لو أن ركوب الباص ومواقف السيارات كانت بالطريقة الألمانية كم في المائة من الشعب المسلم سوف يقوم بدفع المبلغ المستحق؟ , لو فرضنا مثلا أن 10 % من الشعب الألماني لا يدفع وفهم بالطبع ليسو ملائكة .