Monday, April 1, 2013

المعجم العربي






بحثت عنة, حتى وجدته بعد عناء ملقى مهملا بين
أقرانه من الكتب, نفضت عنه الغبار , تكلم معي بأحرف صاغها من بين ضلوع
- طال غيابكم تركتموني بدون أن تفتحوا أبوابي لتلجوا منها إلى صفحاتي, أسدد بها أخطائكم,وأفك طلاسم كلمات تاه عنكم معانيها.  كيف لحال لسانكم أن يستقيم بدوني؟ كيف تخاطبتم وتراسلتم ولم تستقوا منى الجمل والعبارات؟   
 هل قامت حروب بسبب كلمة غاب معناها عن احد المتخاصمين؟ هل فقد عاشق حبيبته عندما وصلت رسالته لها بعد عناء انتظار؟ فسرقت دقائق بعيدا عن عيون أهلها وانزوت بزاوية, فأرسلت دموع الحزن مدرارا من خيانة حبيبها بدل أن تذرف دموع الفرح؟

عجبي, كيف تعلم أبنائكم وبناتكم لغة قرآنكم, وكيف شرحتموه بدوني, كيف سبرتم أغواره , فإنكم بدون المعنى الصحيح لكلماته سوف والله تضلون وتتركون للقاصي والداني لكي يفسره بينكم, فيضيع بين رغباتهم ونزواتهم , ويطوعونه لتنفيذ مأربهم وغاياتهم مستغلين جهلكم به.

-كيف أفسر لك هجرانك , بل هجرنا العلم بكلماته واستبدلنا بالمعلومات المعلبة التي تأتى بضغطة على "فأرة", نستلقي منها المعلومة بدون تمحيص, نصدق كل ما تقذفه علينا الشاشة, نجلس إمامها فاغري الفاه منومين مغناطيسيا من أثر أشعتها الساحرة , نلازمها يوميا . يغدو الواحد منا إن انقطع عنه وكأنة في ضياع وقد حرم من آفة إدمانه فنهرش ونقلق حتى تدب الحياة فيه مرة أخرى.
معجمي العربي المنسي من حياتي, جئت إليك لأخط بقلمي الرصاص  كلمات فسرتها أنت, قد تبدلت لدى معانيها وأصبحت من أهم كينونتي .

"فالهزيمة" يجب أن يغير معناها إلى "نصر"
"ديمقراطية" مطية للثراء والجاه.
"انتخابات"  إلى توريث
"رجل دين" إلي تاجر
وأضيف كلمات جديدة تفننا في صياغتها مثل كلمة "خسارة مشرفة" "نصر إلهي"

عبس في وجهي ورجاني أن يلقيه إلى حيث كان وقال:
-مسكين أنت يا ولدى ألم أخبرك أنى قد طواني النسيان هلا ثقفت نفسك وتصفحت أوراقي؟

تصفحت حيث الكلمات التي نويت أن أغيرها فوجدت أن أحد قد غيرها قبلي.

في هذا المساء سالت أبى عن ما دار وعن سر شخصية معدل المعجم ,أطلق ضحكتا واسند يده على كتفي,  يا ولدى لقد خطها بيمنه جد جدي.