لو أن الإنسان رضي بما وهبة الخالق في هذه الحياة الدنيا لارتقى لدرجة القناعة, والقناعة تقربه لمنزلة القدسية, عندها يتجلي له المعنى الحقيقي للأيمان والإلوهية ويبدأ يحلل ويفهم أسرارها التي ما هي إلى رحله تسبر أغوار النفس البشرية حيث أن الله موجود في كل منا , جزء منه بذرة مزروعة في روحنا نفخها بأبينا ليمنحه الحياة.
ولكن هيهات, الإنسان طماع بطبعه يخضع لهوى النفس, يلهث وراء ما لم يكتب له في الصحف الأولى قبل ولادته. وعندما يصرعه الزمن بضرباته المتتالية ويضل عن الطريق القويم, ويصده من جاهد من أجله وهو ليس له, يصحو لما اقترفت يداه من جحود بالنعمة, لكن بعد فوات الأوان, يحاول أن يقفل عائدا لما كان قد قٌدر له, فيقف تائها في منتصف الطريق فلا هو مدرك لما أجتهد للحصول علية ولا هو بقادر أن يعود أدراجه للذي جحد به ورجع ذليلا يطلب رضاه, فقد ضاع منه بلا رجعة.
2/2010
بين أزقة لندن
عند منتصف الليل
في طريق العودة للمنزل, في ليله باردة تحت شمسية مُثخنة بزخات المطر