أدخل دانولد ترمب الرئيس الأمريكي المنتخب
الجديد العالم بدوامة من الأخبار والتفاعلات اليومية التي نضحت بها وسائل الإعلام.من صدمة انتخابة وتصرفاتة الغير سويه .لكن السؤال المستحق فعلا، كيف لشخص ليس لدية أدني خبرة في السياسة، سليط اللسان
ذو تاريخ لا يخلو من الخداع والتهرب من دفع الضرائب والتحيز ضد المرأة والأقليات
والديانات يتم انتخابه ليصبح رئيس أقوى دولة في العالم؟
بادي ذو بدأ يجب أن أنوه أن العامة منا عندما
ينظرون للأخبار والأحداث يسقطونها على معتقداتهم ومفاهيمهم الخاصة بدون أي اعتبار
للظروف والمفاهيم للغير ويتفاعلون معها بهذا الإطار.
ولتقرب الصورة لنفترض إننا هنا في الكويت،
ندفع الضرائب، وهذا وحدة كافي بأثارة الغضب وعدم القبول كما نشاهد على ارض الواقع،
ضرائب على البيوت والدخل والمبيعات.وندفع مبالغ كبيرة لتوفير الضمان والرعاية
الصحية. إذا خسرنا وظيفتنا التي بكل الأحوال غير مضمونة وتخضع لمتطلبات العمل
والشركات، نخسر الرعاية الصحية، وإذا لم ندفع الضرائب على البيت الذي دفعنا سعرة
بالكامل ودفعنا ضرائب حتى لو لعشرات السنوات نفقد البيت
ويتم طردنا منه.ونرى يوميا الألاف من
الهنود،أو المصريين مع احترامي لجميع الجنسيات واذكرهم هنا فقط لسياق الموضوع،
يتدفقون على الكويت والحكومة توفر لهم السكن المجاني والعلاج الصحي المجاني من
أموال الضرائب التي دفعتها أنا طول فترة عملي.هذا الوضع حاصل وواقعي خصوصا في
أوروبا التي تشهد موجة متصاعدة من الأنكار والغضب من شعوبها.
ومعظم الأصوات التي صوتت لترمب جاءت من
المدن الصغيرة والأرياف وكما نلاحظ من الخريطتين لولايتي بنسلفانيا وفلوريدا على
سبيل المثال، حيث اللون الأزرق للذين صوتوا للحزب الديمقراطي للمرشحة هيلاري
كلنتون والأحمر للمرشح الجمهوري ترمب، اللون الأزرق يتركز حول المدن حيث الناس
أكثر لبرالية وتقبل للغير ومنهم الوافدين واللاجئين.
المدن الصغيرة والأرياف تتمركز فيها
الصناعة والزراعة وذو اغلبيه بيضاء، هذه الفئة بتلك الأماكن تضررت كثيرا وعانت وهم
يشاهدون مصانعهم تغلق ويسرحون من أعمالهم وتنتقل لدول مثل الصين والمكسيك وتسحب
بيوتهم منهم وتباع في المزاد العلني ولا يستطيعون حتى علاج أنفسهم أو
أولادهم.
والموضوع الشائك الأخر هو الأسلحة، فمن
طبيعة الأماكن والموروث لدى هذا القطاع من الناس أن السلاح حق لامتلاكه،وهيلاري
كلنتون والرئيس السابق باراك أوباما كانت أجندتهم فقط سن قوانين لتقنين استخدام
السلاح ونوعيته بعد موجة المذابح في المدارس ودوامة القتل المستمر باستخدام السلاح
والذي على فكرة أعداده أكثر في المدن من الأرياف.
لندخل في الموضوع آلة إعلامية ضخمة وراء
السيد ترمب، الذى كان كما يقول الأمريكيين Say it as is،بما معناه انه يقولها
بكل صراحة بدون لف ودوران وبطريقة فضه، وباستخدام حتى الكلمات غير مألوفة ومرات
بذيئة، التي لا يتفوه بها أي سياسي، هذا المنهج
قريب جدا من طريقة كلام أهل الأرياف.
ويصرح بتصريحات تلعب على وتر مخاوف ورغبات
الناس حتى ولو لم تكن حقيقية بالكامل، أي ما تسمى أنصاف الحقيقة. العامة بتلك
المناطق ومعظم الأمريكيين عموما لا يتابعون الأخبار العالمية وليس لهم دراية بها
ولا حتى الأخبار المحلية. ومهتمين أكثر ببرامج الرياضة ومسلسلات تلفزيون الواقع.
وكما العامة في جميع أنحاء العالم ولدينا في الكويت الأن تعتمد الكثير على الأخبار
من الفيس بوك والتوتير، طبعا كل فرد يتبع الأفراد أو الحسابات التي تتماشى مع
أفكاره فيصبح معزول عن باقي الأفكار والمواضيع ويعارض ولا يصدق أي مصادر أخري، ولا
يتحقق من الأخبار ومصداقيتها. واستخدم ترمب سياسة التخويف باقتدار، التخويف من
المسلمين الإرهابيين الذين نفذوا أعمال إرهابية في الولايات المتحدة، ومن
المكسيكيين الذين يتدفقون عبر الحدود ليقتلوا ويغتصبوا ويسرقوا الوظائف،ومن تدفق
اللاجئين على الولايات المتحدة والحاصل من مشاكل من سببها في أوروبا، وهي السبب الرئيس
بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وتصاعد أصوات من باقي الدول للانفصال عن
الاتحاد الأوربي وسياسة الحدود المفتوحة بينها.
وبعدها عهد بعهود لإيقاف تدفق اللاجئين
والمسلمين خصوصا منهم، وبناء حائط لمنع المكسيكيين من العبور لأمريكا وإرجاع
المصانع من الدول الخارجية وتوفير الوظائف. أضف إلى ذلك نفاذ صبر العامة من الوعود
المتتالية التي لا تنفذ من قبل سياسيين العاصمة واشنطن، وجهل معظم العامة بطريقة عمل السياسة وسن القوانين فى بلدهم.
هناك طبعا عوامل كثيرة أخرى و لكن هذة بأعتقادى أهم الاسباب التى يجب ان نعيها لفوز دونالد ترمب برئاسة الولايات المتحدة الامريكية.